الأحد، 1 فبراير 2009

شنودة يؤكد حكمة القرآن الكريم من تحريم تناول لحم الخنزير


شنودة يؤكد حكمة القرآن الكريم من تحريم تناول لحم الخنزير

                  
كتب - محمود خليل:
                       
لقد حرم ربنا جل وعلا أكل الخنزير تحريما قطعيا، قال تعالى: ( قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ ) الأنعام) ومن رحمة الله تعالى بنا، وتيسيره علينا، أنه أباح لنا أكل الطيبات، ولم يحرم علينا إلا الخبائث، قال تعالى: ( وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ ) الأعراف)
فالمسلمون الملتزمون بأمر الله سبحانه وتعالى لا يشكون على الإطلاق أن الخنزير حيوان خبيث قذر، وإن أكله مضر بالإنسان، لأنه يعيش على الأوساخ والقاذورات، وهو ما تأباه النفس السوية وتعافه وترفض تناوله، لما فيه من إخلال بطبع الإنسان ومزاجه السوى الذي خلقه الله عز وجل فيه.
وفى صفعة جديدة لكل مناهضى الإسلام أكد الأنبا شنودة -كبير المسيحيين فى مصر- أن تناول لحم الخنزير يسبب مضارا صحية كبيرة لمن يتناوله ونصح المسيحيين بعدم تناوله!!؟
ونشرت جريدة صحيفة المصري اليوم بأن شنودة أكد أنه «رغم عدم تحريم أكل هذا النوع من اللحم فإن تناوله يتسبب في إصابة الانسان بالعديد من الامراض».
جاء هذا التصريح –حسب الجريدة- خلال وعظته الاسبوعية، وأضاف شنودة إن «الخنزير ليس محرما أو نجسا مثلما كان يعتبره العهد القديم، وذلك لأن (السيد) المسيح (عليه السلام) –لفظة السيد والتسليم من عندنا- أحل كل شيء من الطعام، لكن خطورة أكل الخنزير ترجع إلى أنه يحتاج إلى دقة متناهية في طهيه، إضافة إلى ضرورة توقيع الكشف الجيد على هذا اللحم بعد ذبحه لأنه من الحيوانات التي تتناول القاذورات والمخلفات غير النظيفة ما يتسبب في نقل العديد من الأمراض إلى الإنسان».
ولقد أثبت الطب الحديث أضرار تناول هذه اللحوم العفنة الضارة لأن لحم الخنزير من أكثر أنواع اللحوم الحيوانية التي تحتوي مادة الكوليسترول الدهنية، والتي تقترن زيادتها في دم الإنسان بزيادة فرص الإصابة بتصلب الشرايين, كما أن تركيب الأحماض الدهنية في لحم الخنزير تركيب شاذ غريب يختلف عن تركيب الأحماض الدهنية في الأغذية الأخرى، مما يجعل امتصاصها أسهل بكثير من غيرها في الأغذية الأخرى وبالتالي زيادة كوليسترول الدم, كما يساهم تناول لحم الخنزير ودهنه في الإصابة بسرطان القولون والمستقيم والبروستاتا والثدي والدم, والحكة والحساسية وقرحة المعدة, والتهابات الرئة والناتجة عن الدودة الشريطية ودودة الرئة والتهابات الرئة الميكروبية, و يسبب تناول لحم الخنزير ودهنه الإصابة بالسمنة وأمراضها التي يصعب معالجتها.
وتتمثل أهم مخاطر تناول لحم الخنزير في احتواء لحم الخنزير على الدودة الشريطية والتى تسمى تينياسوليم و يصل طولها إلى 2-3 متر, ويؤدي نمو بويضات هذه الدودة في جسم الإنسان فيما بعد إلى الإصابة بالجنون والهستيريا في حال نمو هذه البويضات في منطقة الدماغ، وإذا ما نمت في منطقة القلب فإنها تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وحدوث نوبات قلبية,  ومن أنواع الديدان الأخرى التي تتواجد في لحم الخنزير دودة التريكانيلا الشعرية الحلزونية المقاومة للطبخ والتي قد يؤدي نموها في الجسم إلى الإصابة بالشلل والطفح الجلدي.
ويؤكد الأطباء أن أمراض الديدان الشريطية تعتبر من الأمراض الخطيرة التي تنجم عن تناول لحم الخنزير، وتتطور في الأمعاء الدقيقة عند الإنسان، وتنضج خلال شهور عدة لتصل إلى دودة بالغة، يتألف جسمها من حوالي ألف قطعة، ويصل طولها إلى ما بين 4 - 10 أمتار، وتعيش وحيدة في أمعاء الإنسان المصاب وتخرج بيضها مع البراز وعندما تبتلع الخنازير البيض وتهضمه، يدخل إلى الأنسجة والعضلات مشكّلاً الكيسة المذنبة أو اليرقة، وهي كيس يحتوي على سائل وعلى رأس الدودة الشريطية، وعند تناول لحم الخنزير المصاب تتحول اليرقة إلى دودة كاملة في أمعاء الإنسان، وتسبب هذه الديدان ضعف الإنسان، ونقص فيتامين (ب12)، الذي يسبب نوعاً خاصاً من فقر الدم، وقد يسبب حدوث أعراض عصبية مثل التهاب الأعصاب، وقد تصل اليرقات في بعض الحالات إلى الدماغ مسببة حدوث الجنون، أوالشلل أو ارتفاع الضغط داخل الدماغ، وما يتلوه من صداع.
ويسبب تناول لحم الخنزير غير المطبوخ جيداً أيضا الإصابة بالديدان الشعرينية، وعندما تصل هذه الطفيليات إلى الأمعاء الدقيقة تخرج يرقات كثيرة بعد 4 إو 5 أيام لتدخل إلى جدار الأمعاء، وتصل إلى الدم ومنه إلى معظم أنسجة الجسم، وتمر اليرقات إلى العضلات ويعاني المريض من آلام عضلية شديدة، وقد يتطور المرض إلى حدوث التهاب السحايا، والدماغ، والتهاب عضلة القلب والرئة، والكليتين، والأعصاب، وقد يكون المرض مميتاً في بعض الحالات.
ومن المعروف أن هناك أيضا بعض الأمراض الخاصة بالبشر، لا يشاركهم فيها من الحيوانات إلا الخنزير، مثل الروماتيزم، وآلام المفاصل، وصدق الله العظيم إذ يقول: "إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم" البقرة.
وهذه التصريح يحسب لشنودة وإن كنا على يقين أن الله سبحانه وتعالى أنطقه بالحق ليكون تأكيدا على سلامة القرآن الكريم الذى بين أيدينا وتأكيدا على نبوة سيدنا محمد خاتم المرسلين الذى لم ينطق عن هوى ولم يكن للشيطان عليه من سبيل وهو فى ذات الوقت تأكيد على نقص فى التعاليم المسيحية التى استمعت إلى صوت شنودة نفسه فى إحدى عظاته وهو يعترف بأن "المسيحية" لم تأت بتشريع صريح فى مسائل الأحوال الشخصية ولذلك يتم الاستعانة بالشريعة الإسلامية فى مسائل الأحوال الشخصية بين المسيحيين!!
وإذا كان الأمر كذلك فماذا بقى من المسيحية التى لم تأت بتشريعات محددة فى كافة المسائل التى تهم الإنسان مثل الشريعة المحمدية والموسوية, وهذا يعنى ويؤكد أن المسيحية ليست ديانة بل تعاليم أخلاقية أتى بها سيدنا عيسى عليه السلام وهو اليهودى ليهدى قومه وقد ابتعدوا عن شريعة سيدنا موسى عليه السلام وباتوا على أبواب الكفر بعد أن حرفوا ما أنزله الله سبحانه وتعالى على موسى, فجاء عيسى ليذكرهم بوجود الله جل فى علاه.
 ولذلك كان مولده معجزة لعلأصحاب العقول يتفكرون ويعقلون ويعودون إلى المولى عز وجل, مثلما كان موته معجزة, ليفضح بها عقول غابت واستغبت وتعطلت عن التفكير فى قدرة الخالق الخلاق القادر على كل شىء, وهو ما نلاحظه فى عصرنا الحالى من أناس حولوا نبى بشر إلى إله بل وجعلوه ثلاثا {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ} (22) الأنبياء... {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْرًا لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً} (171) النساء... ولن خيرا من كلام ربنا نختم به هذه الكلمات لعل من فى عقله ذرة من تفكير يعقل ويهتدى.