السبت، 11 أبريل 2015

المسلمون أول من سكن مصر والرسول محمد صلى الله عليه وسلم أصله مصرى

المسلمون أول من سكن مصر والرسول محمد صلى الله عليه وسلم أصله مصرى

كتب محمود خليل:
كان لسيدنا إبراهيم زوجتان ساراى وتتحدث العبرانية وهاجر وتتحدث العربية وأمر الله إبراهيم أن يغير اسمه هو وسارة زوجته من الأسماء العبرية "إبرام وساراى" الى العربية لغة هاجر "إبراهيم وسارة" وأسكن سيدنا إبراهيم سارة فى القدس ومن نسلها كان العبرانيون وأسكن هاجر فى صحراء مكة ومن نسلها كان العرب.
هاجَر سيدنا ابراهيم من أرض النهرين وأخذ معه زوجته سارة و ابن خالته سيدنا "لوطا" عليه السلام ذهبوا إلى مملكة الاقباط –التى هى مصر- وهناك حاول الملك أن يغتصبها وكلما اقترب دعت ربها فيصرع وكلما أفاق يقترب منها وهى تدعو الله فيقع صريعا الى ان اقتنع أنها بحماية من الله عز وجل فأهدى إليها أميرة قبطية "مصرية" -وليس خادمة كما يدعى اليهود فى كتبهم المكذوبة- اسمها "هاجر", إكراماً لها.
مضى سيدنا إبراهيم إلى فلسطين في الطريق وعندما وصلوا إلى قرية "سدوم" على سواحل البحر الميّت أمر سيدنا إبراهيم لوطاً أن يسكن في تلك القرية ويدعو أهلها إلى عبادة الله سبحانه وتعالى, أما سيدنا إبراهيم فقد واصل طريقه مع زوجته سارة والفتاة هاجر إلى أرض فلسطين حنى رأى وادياً جميلاً تحيطه الراوبي والتلال فألقى رحله هناك ومنذ ذلك التاريخ سكن سيدنا إبراهيم الأرض التي تدعى اليوم بمدينة الخليل فى فلسطين المحتلة حيث ضرب سيدنا إبراهيم خيامه في ذلك الوادي الفسيح وترك ماشيته ترعى بسلام وكان ذلك الوادي في طريق القوافل المسافرة، لهذا كان يقصده الكثير من المسافرين فيجدون عنده الماء العذب والطعام الطيب و الكرم والاستقبال الحسن والكلمات الطيبة, فقد كان سيدنا إبراهيم يتحدث مع ضيوفه، داعيا إلى عبادة الله الواحد الأحد الذى لا شريك له ولا معبود سواه بمرور الأيام والأعوام عرف الناس سيدنا إبراهيم كرجل صالح كريم أمين وعرفوا أخلاقه وصلاحه وعبادته وتقواه وحبّه للضيوف وللخير والناس.
شجرة سيدنا إبراهيم 
رغم ذلك الحب والتقدير لسيدنا إبراهيم من الناس فأنه كان حزينا لأنه كان يتمنّى أن يكون له طفل خاصة وقد تقدم به العمر وأصبح شيخاً كبيراً وأصبحت زوجته عجوزاً ولم يرزقا طفلاً يأنسا به, ومن شدة حب سيدتنا سارة زوجة سيدنا إبراهيم له, قالت: أنت تحبّ أن يكون لك أطفال وذريّة وأنا أحب أن يكون لنا طفل نرعاه.. يا خليل الرحمن أعرف أنني قد أصبحت عجوزاً ولكننى سأهب لك جاريتي هاجر فتزوّجها لعلّ الله أن يرزقنا منها أولاداً, ورفض سيدنا إبراهيم حتى لا تحزن سارة ولكنها أصرت على عرضها, وقالت: سأفرح بفرحك, وهكذا وهبت سارة سيدتنا هاجر المصرية إلى زوجها إبراهيم فتزوّجها ولم تمض تسعة أشهر حتى سُمع بكاء الطفل وفرح الجميع بميلاد سيدنا إسماعيل.
لقد وهب الله سبحانه وتعالى سيدنا إبراهيم ولداً هو إسماعيل وكان طفلاً محبوباً ملأ قلب أبيه فرحاً ومسرَّة لهذا كان يحتضنه ويقبّله ويقضي بعض أوقاته في خيمة أمّه هاجر, مما جعل الغيرة تدب فى نفس سارة تجاه هاجر, وفى ذات الوقت لا تريد للغيرة أن تأكل قلبها, ولا أن تكره أو تحقد عليها, ولهذا قالت لزوجها إبراهيم إنها لا تريد أن ترى هاجر بعد الآن لأنها اذا رأتها فستغار منها وتحقد عليها, وهي لا تريد أن تدخل النار بسبب ذلك, فلقد تحمّلت العذاب والهجرة بسبب عدم إيذاء هاجر وابنها إسماعيل وإيمانها بزوجها إبراهيم وظلّت مؤمنة بربها وبرسوله إبراهيم, وصابرة طوال هذه السنين, ولهذا بشرت الملائكة سيدنا إبراهيم وسارة بولدين متعاقبين هما اسحاق ويعقوب.
 قضت مشيئة الله سبحانه وتعالى أن يأخذ إبراهيم هاجر وابنها إسماعيل إلى أرض بعيدة في الجنوب ممتثلا لأمر الله سبحانه وتعالى فشدّ الرحال إلى مكان مجهول لم يذهب اليه من قبل وسار إبراهيم مع زوجته هاجر, ومعها إسماعيل الطفل الرضيع أيّاماً طويلة وفي كل مرّة وعندما يرى سيدنا إبراهيم مكاناً جميلاً أو وادياً معشباً كان ينظر إلى السماء كان يتمنّى أن يكون قد وصل المكان الموعود ولكن الملاك يهبط من السماء ويطالبه بإستئناف المسير.
كان سيدنا إبراهيم يسير ويسير ومعه زوجته هاجر وهي تحمل طفلها الرضيع, وبعد أيام طويلة وصلوا أرضاً جرداء عبارة عن وادٍ ليس فيه سوى الرمال وبعض شجيرات الصحراء الجافّة وفي ذلك المكان هبط الملاك وأخبر سيدنا إبراهيم بأنه قد وصل الأرض المقدسة ونزل سيدنا إبراهيم في ذلك الوادي الذى كان وادياً خالياً من الحياة ليس فيه نهر ولا نبع ولا يعيش فيه إنسان, إنها إرادة الله أن يعيش الصبي إسماعيل وأمه في هذا المكان, وقبّل سيدنا إبراهيم طفله إسماعيل الذى بكى من أجله وهو يتركه وأمه هاجر في هذا المكان الموحش, وبكى إبراهيم من أجليهما وهو يبتعد عائداً إلى فلسطين.
التفتت هاجر حوليها فلم تر شيئاً سوى الرمال والصخور والجبال الصماء, فقالت لزوجها أتتركنا هنا في هذا الوادي الموحش؟! فيرد: لقد أمرني الله بذلك يا هاجر, ولأنها كانت امرأة مؤمنة وموحدة عرفت أن الله رؤوف بعباده ويريد لهم الخير والبركات, فقالت لإبراهيم: ما دام الله قد أمرك فهو كفيلنا وهو يرعانا, إنه لا ينسى عباده, وابتعد إبراهيم بعد أن ودّع ابنه وزوجته ثم وقف فوق التلال ونظر إلى السماء وابتهل إلى الله أن يحفظهما من الشرور.
اختفى إبراهيم عن أعين سيدتنا هاجر وسيدنا إسماعيل وفرشت هاجر لابنها جلد كبش، وقامت لتصنع لها ولطفلها خيمة صغيرة, وكانت تعمل بكل طمأنينة فهى تؤمن أن هناك من يرعاها ويرعى وليدها, فكانت في النهار تجمع بعض الحطب وفي المساء توقد النار وتصنع لها رغيفاً تتعشّى به، وتسهر معظم الليل تنظر إلى السماء والنجوم.
مضت عدّة أيام وهاجر على هذه الحال حتى نفد ما معها من الماء ولم يبق في القربة قطرة واحدة, ويروى القرآن الكريم ما حدث بعد ذلك إذ استنجدت بالله سبحانه وتعالى من تلك الصحراء القاحلة -التى أمر الله سبحانه وتعالى إبراهيم بأن يتركهما فيها لحكمة أعمارها- بقولها (رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ) إبراهيم37..
اخذت هاجر تسعى بين جبلى الصفا والمروة حتى تفجرت عين زمزم إيذانا ببدأ أول تجمع بشري في تلك الصحراء القاحلة حيث بدأت القبائل العربية تأتي إلي تلك البقعة طلبا للماء واستأذنوا من السيدة هاجر في الجوار والإقامة, فأذنت لهم, وتم تعمير الجزيرة العربية التى لم يسكنها بشر من قبل, وبين تلك القبائل العربية, نشأ سيدنا إسماعيل عليه السلام ثم حضر سيدنا إبراهيم إلى مكة حيث أقام الكعبة هو وسيدنا إسماعيل عليهما السلام وتم رفع قواعد البيت العتيق واختارت سيدتنا هاجر -أم العرب التى هى فى الأصل مصرية- زوجة مصرية من قبيلتها لابنها إسماعيل -أبو العرب- وكانت على صلة بأهلها القبط –المصريين- ولم تنقطع عنهم وكانت تزورهم وبعد أن تزوج إبنها إسماعيل, تمكث أيضا زوجته المصرية معهما فى هذه البقعة من الصحراء, التي كانت جزءا من مصر فى ذلك الوقت, لذلك يعتبر العرب مصريى الأصل وأمهاتهم مصريات وهؤلاء هم العرب -أى الذين ينطقون العربية الفصحى التى نزل بلسانهم القرآن- وغيرهم يسمون الأعراب, واشتهروا بقرض الشعر والأدب والتجارة والأخلاقيات الحميدة مثل الكرم والنبل والشجاعة ومساعدة الغير والفروسية.
فى هذه المنطقة وبين هؤلاء البشر ولد النبى محمد صلى الله عليه وسلم ونشأ وترعرع وتعلم ونزل عليه الوحى حتى اكتملت الرسالة الإلهية, وبدأ بناء الدولة الإسلامية وتدعيم أركانها وكان من بين مهامه نشر رسالته للعالم أجمع يدعوهم إلى الإسلام دين رب العالمين وخاتم الرسالات ودين أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم وأبو البشر سيدنا آدم.
عندما كاتب رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد صلح الحديبية زعماء الدول المجاورة, كان المقوقس ممن كاتبهم وأرسل إليه حاطب بن أبي بلتعة يدعوه إلى الإسلام ومما جاء في الرسالة: (أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين), وأحسن المقوقس لقاء رسول رسول الله وأخبره بأن القبط لا يطاوعوه على ترك دينه, ومع ذلك فقد أكرم وفادة "حاطب" رسول رسول الله وكتب له: قد أكرمت رسولك، وبعثت لك بأميرتين لهما مكان من القبط عظيم وبكسوة ومطية لتركبها والسلام عليك. وتقبل رسول الله الهدية وأعجبته ماريا فاحتفظ بها، ووهب أختها سيرين لحسان بن ثابت رضي الله عنه, وأنزلها رسول الله بمنزل لحارثة بن النعمان قرب المسجد, والبعض يدعى أنها كانت جارية فى قصر المقوقس, وهى من الإسرائيليات الموضوعة فى الأحاديث النبوية وكتب السيرة ولو كانت كذلك لما قال المقوقس عنها وعن أختها أن لهما مكانا عظيما بين القبط, وكانت ماريا القبطية -أى المصرية, أى من مصر, أى من جبت (كانت على دين قدماء المصريين عقيدة أخناتون التوحيدية ولم تكن مسيحية العقيدة كما يردد البعض لأنه ليس من المعقول أن يزوج الله سبحانه وتعالى نبيه بزوجة غير موحدة, والدليل زوجة سيدنا إبراهيم المصرية وزوجة سيدنا إسماعيل المصرية).. وبهذا تكتمل الحلقات بزواج النبى محمد صلى الله عليه وسلم من مصرية أيضا لتصبح مصر بحق أم الدنيا وأم العرب إسما على مسمى.
كانت ماريا، تفكر باستمرار في سيدة مصرية مثلها جاءت إلى هذه الديار قبلها وتزوجت من النبي إبراهيم عليه السلام، وأنجبت له إسماعيل نبيا ابن نبي, وعندما شعرت ببوادر الحمل, كانت تتمنى أن يختم الله حياتها فتصبح أما لولد محمد صلى الله عليه وسلم كما كانت هاجر أما لولد إبراهيم.
خاف الرسول على ماريا فنقلها إلى العالية بضواحي المدينة، توفيرا لراحتها وسلامتها، وعناية بصحتها وصحة جنينها, وسهر عليها يرعاها، وعندما بلغ الجنين أجله وحانت ساعة الولادة ذات ليلة من شهر ذي الحجة سنة ثمان للهجرة، دعا رسول الله قابلتها (سلمى زوج أبي رافع)، ثم انتحى ناحية من الدار يصلي ويدعو, وجاءت أم رافع بالبشرى, وخفّ رسول الله إلى ماريا فهنأها ثم حمل وليده بين يديه فرحا وسماه إبراهيم تيمنا بإسم جد الأنبياء.
خيل لماريا أنها نالت مناها فها هي تلد للنبي ولدا, كما ولدت المصرية "هاجر" من قبل لإبراهيم ابنه إسماعيل, ولكن لم تكتمل سعادة الأبوين, فقد مرض إبراهيم وتوفي ولما يبلغ العامين من عمره بعد, وحرمت ماريا من ولدها الذي قرت به عينها حينا، ثم لم تلبث إلا القليل حتى حرمت من الرسول صلى الله عليه وسلم الذي أوصي المسلمين قبل موته بقوله: استوصوا بالقبط خيرا فإن لهم ذمة ورحما, وانتقل الرسول إلى الرفيق الأعلى، وترك ماريا تعيش من بعده خمس سنوات, لا تكاد تخرج إلا لتزور قبر الحبيب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أو قبر ولدها فلما ماتت سنة ستة عشرة من الهجرة صلي عليها سيدنا عمر رضي الله عنه ودفنها بالبقيع.
ومن الواضح بأن اليهود الذين اتبعوا تعاليم سيدنا عيسى عليه السلام ثم فروا من فلسطين إلى مصر هربا من اضطهاد الرومان وأتباع سيدنا موسى عليه السلام كانوا قلة ولم يدع أحدا من القبط (المصريين) إلى دينهم بل سكنوا مناطق معزولة كعادة اليهود ولأن سيدنا عيسى عليه السلام لم يأمرهم بنشر تعاليمه للأميين, بينما كان الرومان وثنيون يضطهدون القبط (المصريين) وكانوا مكروهين منهم فلا يمكن أن يترك المصريين عقيدة التوحيد التى كانت عليها هاجر وأهلها من أجل عقيدة وثنية لا تلبى حاجتهم الدينية ولا تتفق مع معتقدهم التوحيدى ولذلك عندما أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم رسالته أرسلها للمقوقس عظيم المصريين وهو مصرى أى قبطى أو جبتى, فعظيم القبط يعنى عظيم المصريين أو حاكم المصريين ولم يكن مسيحى العقيدة لتسميته عظيم الجبت كما أن النبى صلى الله عليه وسلم لم يرسل برسالة مماثلة للحاكم الرومانى الوثنى مثلما بعث إلى المقوقس.
كان النبى صلى الله عليه وسلم يقول عن مصر وأهلها, وهو حديث صحيح: " ستفتح عليكم بعدي مصر فاستوصوا بقبطها خيرًا فإن لهم ذمة ورحمًا", يقول ابن كثير: والمراد بالرحم أنهم أخوال إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليهما السلام وأمه هاجر القبطية أى المصرية وهو الذبيح على الصحيح, وهو والد عرب الحجاز الذين منهم النبي صلى الله عليه وسلم وأخوال إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمه ماريا القبطية "المصرية", وقد وضع عنهم معاوية الجزية إكرامًا لإبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
إذا كان رسولنا الكريم قد أوصى بأهل مصر خيرا فلأنهم أهل جدته هاجر المصرية وزوجة جده إسماعيل عليه السلام المصرية, وزوجته ماريا المصرية وأخوال ابنه إبراهيم عليه السلام من المصريين, والجيش الإسلامى الذى فتح مصر هم أولاد هاجر المصرية الذين عادوا إلى وطن جدتهم ليحرروا عائلتها القبط "المصريين" من ظلم الرومان الأجانب وقد تمكنوا من تحريرهم بالفعل بقيادة عمرو ابن العاص الذى حرر بلاد بنى جدتهم من اضطهاد الاحتلال الرومانى المسيحى الوثنى, وكان هذا بعلم الرسول صلى الله عليه وسلم.
عن أبي ذر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: إنكم ستفتحون أرضاً يذكر فيها القيراط. وفي رواية: ستفتحون مصر وهي أرض يسمى فيها القيراط فاستوصوا بأهلها خيراً فإن لهم ذمة ورحماً. وفي رواية أخري: فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها فإن لهم ذمة ورحماً رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
قال العلماء: الرحم التي لهم هى هاجر أم إسماعيل زوجة سيدنا إبراهيم, جدة سيدنا محمد, وماريا زوجته وأم سيدنا إبراهيم عليه السلام ابنه صلى الله عليه وسلم, ولم يكن المقصود بالحديث هم القبط بمعنى المسيحيين فالنبى صلى الله عليه وسلم كان دقيقا فى حديثه وكلماته وأفعاله لأنه لم يكن ينطق عن الهوى بل يتحدث بلسان المولى عز وجل.
كان المصريون كانت لهم لغتهم وعقيدتهم التوحيدية, التى آمنت بها ماريا القبطية, وكانت تتحدث اللسان المصري العربي ولم تكن تتحدث اللغة القبطية –لغة المستعمر الرومانى- وكانت لغتها مفهومة للعرب ولهذا لم تكن بحاجة إلى مترجم بينها وبين النبى محمد صلى الله عليه وسلم.
كان المصريون القدماء يتحدثون بلغة مفهومة ومعروفة لعرب شبه الجزيرة العربية (الذين اخذوا لغة سيدتنا هاجر عليها السلام) وهى نفس اللغة المصرية –أى العربية- التي كان يتحدث بها سيدنا موسى عليه السلام (الذي تربى في بيت فرعون وفي وسط الشعب المصري) وهى ذات اللغة التي نزلت بها التوراة, وهي نفس اللغة التي كان يتحدث بها أهل مدين التي هاجر إليها سيدنا موسى بعدما قتل مصريا, وهي نفس اللغة التي كانت قبائل الجزيرة العربية تتحدث بها.
إذن فإن مصر وأهلها الجبت أو القبط, وأهل العراق والشام والحجاز كانت تتحدث بنفس اللسان العربي والذى كان يشمل عدة لغات مثل اللغة الآشورية التي خرجت منها الآرامية, والأكادية التي خرجت منها العبرية الحالية, والحميرية والسبئية والنبطية والعربية والحبشية, فجميع تلك اللغات كانت بنفس اللسان ونفس جذور الكلمات ثم انقسم اللسان إلى عدة لهجات أو لغات تختلف اختلافاً طفيفاً في طريقة تصريف الأفعال وأدوات النداء والتعريف لا أكثر ولكنها تظل لغات مفهومة لكل المتحدثين بها.
يكفي أن نعرف أنه توجد كلمات كثيرة في اللغة المصرية القديمة وهى نفس الكلمات التي نتحدث بها الآن, أما اللغة التى اطلقوا عليها اللغة القبطية فهي لغة لم يتكلمها المصريون أبداً وهى اللغة التى ظهرت بعد الاحتلال الروماني لمصر عام 30 ق.م بعدما ابتدع الرومان لغة للتفاهم مع الشعب المصري -الذي كان يتحدث بلغته العربية التي كانت تكتب بحروف ديموطيقية- واقتصر استخدامها على اليهود الذين أمنوا بتعاليم سيدنا عيسى عليه السلام.
إذن فاللغة القبطية عبارة عن لغة رومانية أدخلت عليها كلمات مصرية, ولأن اللغة المصرية كانت بها حروف غير موجودة باللغة الرومانية مثل القاف والضاد والغين والعين فقد أدخلت سبعة حروف أخرى على اللغة الرومانية كي تمتلك القدرة على كتابة الكلمات المصرية وهذه اللغة كانت تكتب بها بعض الأناجيل ولم تكن اللغة التي يتحدث بها الشعب المصري الأصيل.
لهذا يجب تصحيح المفاهيم المغلوطة وتصحيحها. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق