كان يأكل العسل والتمر وزيت الزيتون والخل
و"مرقة" العظم
وصفات أطعمة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم
أعمار الأوروبيين أطول لأنهم يتبعون الأسلوب
النبوى في تغذيتهم
العلم الحديث أثبت أن غذاء الرسول أصلح أسلوب لبناء
الجسم السليم
عالم يهودى يسلم بسبب معجزة السبع تمرات واكتشافه
فائدة زيت الزيتون
كتب محمود خليل:

إن الرسول
صلى الله عليه وسلم لم يتحدث حديثا ولم يأكل طعاما, ولم يشرب شرابا, ولم يأت بفعل إلا
كان معجزة, فحديثه كان معجزة لأنه لا ينطق عن الهوى, ومأكله ومشربه وملبسه كان
معجزة لأنه ما أكل وما شرب إلا حلالا ومفيدا لجسده, لأنه صلى الله عليه وسلم, تأدب
على يد رب العزة جل شأنه, فأحسن تأديبه, واكتمل تعليمه, فكان لزاما علينا أن نأخذ
عنه كل تعاليمه فى كافة مناحى الحياة, ومنها المأكل والمشرب, ولاننتظر حتى يثبت
العلم الحديث فائدة وأهمية الغذاء النبوى أو الطب النبوى فى علاج الإنسان, حتى
نتبعه, ويكفينا أن نقلد وأن نأخذ عن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم, كل ما جاء
به, وكل مافعله, لأنه لم ينطق عن الهوى, وما جاء بشىء إلا كان له عظيم الفائدة على
المسلم.

إذا كان
كوب العسل بالماء هو ما يتناوله الرسول صلى الله عليه وسلم بعد الفجر فماذا عن
إفطاره؟
كان
الرسول صلى الله عليه وسلم بعد أن يتناول كوب العسل بالماء يتكىء قليلاً, وبعد صلىاة
الضحى، كان يتناول سبع تمرات مغموسة في كوب لبن, وحدد صلى الله عليه وسلم الجرعة
بسبع تمرات في حديثه الذي رواه أبو نعيم وأبو داود أنه صلى الله عليه وسلم قال: من
تصبّح بسبع تمرات لا يصيبه في هذا اليوم سم ولا سحر. صدق رسول الله.

كان
الرسول صلى الله عليه وسلم بعد أن يفرغ من صلىاة العصر، يأخذ ملء ملعقة من زيت
الزيتون ويضع عليها نقطتا خل مع كسرة خبز شعير، أي ما يعادل كف اليد, وقد ذكرت
الآيات القرآنية فوائد زيت الزيتون إذ يقول تعالى: اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي
زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ
مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا
يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ
لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ
بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ. صدق الله العظيم, وأيضاً فى قوله تعالى: وَالتِّينِ
وَالزَّيْتُونِ. صدق الله العظيم.

كما أثبت
العالم "أندريا ويل" إنه وجد بالتجربة أن زيت الزيتون يذيب الدهون وهذا
من قدرة الله، دهن يذيب الدهون، فهو يعالج الدهون مع أنه دهن لأنه يحتوي في تركيبه
على "أوميجا 3" بعدد كبير, وهذه الأوميجا 3 تعالج الدهون.
كما ثبت
علميا أن زيت الزيتون يحمي من أمراض تصلىب الشرايين والزهايمر وضعف الذاكرة، ولقد
اثبت "أندريا ويل" أن زيت الزيتون يتدخل في الخلية المصابة بالسرطان
ويعالجها ويؤثر فيها، ووصف كلمة صبغ للآكلين التي جاءت في القرآن على أنها
الصبغيات أو "الكرموسومات", واصفا السرطان بأنه اتساع بين الخلايا
الواحدة بعض الشيء، وأثبت أن زيت الزيتون يقوم بتضييق هذا الاتساع ويحافظ على
المسافات بين الخلايا.

بعد أن
يتناول الرسول صلى الله عليه وسلم غداءه كان يتناول جزرة حمراء، وقد أثبت العلم
الحديث أن الجزر الأحمر يوجد به "أنتوكسيدات" وهي التي تمنع عمل مسببات
السرطان، كما ثبت أيضا أن الجزر يساعد على نمو الحامض النووي والعوامل الوراثية،
لذلك فإن الأطباء ينصحون بتناول الجزر كمصدر لفيتامين "أ" ومصدرا لتجدد
العوامل الوراثية بالحامض النووي، كما أنه يؤخر ظهور الشيب.
إذا كان
هذا هو غداءه صلى الله عليه وسلم فماذا عن عشائه؟

ماذا عن
وجبات الطعام التى كان الرسول صلى الله عليه وسلم يتناولها؟
يمتاز
طعام الرسول صلى عليه وسلم بقلة العناصر فى الوجبة الواحدة فقد كان صلى الله عليه
وسلم لا يتناول أكثر من عنصر أو عنصرين فقط, وكانت الوجبة لا تخرج عن الماء والزيت
والخل والسمن والقليل من الملح والقرع العربى والقرع العسلى والتمر ودقيق البر
والعسل والقليل من اللحم, ولكل منها فائدة عظيمة اثبتتها الدراسات
الغذائية والطبية الحديثة, وكان الرسول صلى الله عليه وسلم لا يحب الإكثار من تناول اللحوم.
كان الثريد من أحب
الطعام عند الرسول صلى الله عليه وسلم, وهو عبارة عن فتة الخبز البر مضافا إلى مسلوق
اللحم, حيث كان اللحم يسلق جيداً حتى يقل مائه قليلا ثم يملح, ثم يقطع الخبز البر قطعا
صغيرة فى إناء ثم يسقى بماء اللحم ثم تضاف قطع اللحم أعلى الإناء ثم يصب قليلا من
الخل عليها وتؤكل .

أما
طريقة صنعه فقد كان ينقع في القليل من الماء حتى يطرى ثم يصفي ثم يوضع في قليل من السمن
ويقلب على النار حتى يبيض لونه ثم يضاف إليه الماء ويترك حتى السواء ثم يضاف إليه قليلا من
الملح ويترك حتى يقل ماؤه, وتنضج اللحمة تماماً ثم يؤكل بالخبز البر.
أما الخزيرة
عبارة عن قطع صغيرة من اللحم بالدقيق, ويصنع عن طريق وضعه في الماء ويترك حتى ينضج
تماماً ثم يضاف إليه قليلا من الملح ثم يوضع عليه قليلا من الدقيق
ويترك على النار حتى ينضج ثم يؤكل.
أما السخينة
فهو عبارة عن لبن رائب ممزوج بالدقيق, وكان يصنع بمزج اللبن الرائب بقليل من
الدقيق والملح ثم يوضع على النار حتى يصبح قوامه غليظا ثم يضاف إليه
قليل من السمن ويترك على نار هادئة حتى ينضج ثم يؤكل.
أما
الحريرة فهى نفس الوجبة السابقة ولكن تطبخ باللحم ومرق اللحم واللبن والدقيق.
أما العراق
فهو عبارة عن "مرقة" العظم, أو ما نسميه حاليا "المواسير",
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يحب تلك الوجبة كثيرا إذ كان يسلق العظم بعد نزع
اللحم منه في الماء ويضاف إلى "المرق" أو الشوربة القليل من الملح .
أما الإقط
فهو عبارة عن حليب ولبن زبادى, وكان يصنع عن طريق غلى الحليب ثم تركه حتى يبرد ثم
يضاف إليه قليل من اللبن الزبادي ثم يترك حتى يخمر ويصبح حامضا ثم يوضع في قطعة من
القماش ويعلق حتى يجف ماؤه ويصبح كالعجين ثم يكور ويصنع أقراصا صغيرة مثل أقراص
الطعمية ثم توضع في الشمس حتى تجف وتيبس ثم تحفظ وتؤكل وقت ندرة اللبن مضافا إليها بعض الأطعمة حيث
يسحق الإقط ويضاف إليه قليل من الماء.
ماذا عن
الحلو فى طعامه صلى الله عليه وسلم؟

يقول الرسول
صلى الله عليه وسلم: اشتقت لأحبابي.
قالوا:
أو لسنا أحبابك؟
قال: لا،
أنتم أصحابي، أحبابي أناس يأتون في آخر الزمان القابض منهم على دينه كالقابض على
الجمر، أجره سبعين.
قالوا:
منا أم منهم؟
قال: بل
منكم، لأنكم تجدون على الخير معواناً ولا يجدون.
وانطلاقاً
من قوله تعالى: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن
كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا. صدق الله
العظيم. نؤكد أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان خير قدوة لنا في مأكله ومشربه
وملبسه، وكان قدوةً ومعلماً للبشرية، ولو تأملنا أحاديثه صلى الله عليه وسلم عن
الطعام لوجدنا أنه أخبرنا من آلاف السنين بما توصلى العلم الحديث إلى اكتشافه، بعد
ألف وخمسمائة عام, وهناك مالم يوصلى إليه علماء الطب والعلم حتى اليوم, فما أشد حاجتنا
اليوم للاسترشاد بمأكل الرسول صلى الله عليه وسلم حتى نشفى من أمراضنا, العضوية
والنفسية والعصبية, بعد أن أخذ العالم الغربى عن رسولنا صلى الله عليه وسلم, حميته
الغذائية وطبقها واستفاد منها, أما نحن فنلهث خلف الحميات الأوروبية, وننسى فضل
الله علينا أن هدانا رسوله الكريم صلى الله عله وسلم, الذى علمنا كيف نأكل وكيف
نشرب, ولكن كثير من المسلمين مازال لاهيا عن هديه صلى الله عليه وسلم.
ملحوظة:
الصور تعبيرية توضح أن تناولنا للطعام لا يتفق وما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يتناوله