الخميس، 1 يناير 2015

متى يتعلم المسلمون السحر ويعلمونه لأولادهم؟!



مطلوب من كل مسلم عمل "نيولوك" روحى حتى تعود الأخلاق من جديد
         
متى يتعلم المسلمون السحر ويعلمونه لأولادهم؟!


كتب محمود خليل:
تبدلت أحوال المصريين فى الفترة الأخيرة, وظهرت فى تصرفاتهم كثيرا من الأمور السلبية التى تتنافى وإسلامهم الصحيح, بل تتنافى والتقاليد والعادات المصرية الأصيلة, وهى التصرفات التى طالت أفراد الأسرة الواحدة, ولذا يجب على المصريين أجمعين تعلم "سحر" التعامل مع الأخرين, وعمل "نيولوك" لأخلاقهم وأرواحهم حتى تعود مصر كما كانت واحة الأخلاق الكريمة والتصرفات الحميدة.
"النيولوك" مصطلح جديد ظهر منذ سنوات فى مصر والمنطقة العربية وفيه تقوم الممثلات وغيرهن بعمل تبديل لخلقتهن التى خلقها الله تعالى عليه, فمنهن من تكبر صدرها, وأخرى تصغر فمها وأنفها, وثالثة "تنفخ" وجنتيها, وهناك من يقوم بعمل "نيولوك" لمجرد أن يشبه ممثل أو ممثلة, أو لمجرد تغيير شكله, راغبا أن يكون له كل عام شكل جديد!! وهو كما نرى "نيولوك" يركز على المظهر والشكل الخارجى فقط دون أن يغير من الجوهر, والأفعال, والتصرفات, والتعامل مع الأخرين, وأصبح "موضة" مثل موضات الملابس والشعر والأحذية.
إن الإنسان الطبيعى يرضى بما قسمه الله له من شكل وهيئة خارجية، خاصة إذا لم يكن معوّقًا بأى شكل من الأشكال، وكان صحيح البنية، أما رغبة البعض فى تغيير شكلهم الخارجى كل فترة فيعد أمرًا غير طبيعى، إن تجديد الشكل أمر مرغوب ومهم على أن يكون بطريقة إيجابية، ودون أن نتدخل فى خلقة الله تعالى, فـ "النيولوك" يجب أن يكون لعلاج "عيب" خلقى يؤثر سلبا على صحة الإنسان, أو لمن تعرضوا مثلا لحوادث أو لحروق أدت إلى تشويه جلدهم، أو وجههم، فالتغيير فى تلك الحالة مطلوب للحفاظ على السلامة النفسية للشخص كى يستطيعوا مواجهة المجتمع، والتعامل مع من حولهم دون حرج.
أما أن نبدل ونعدل فى أشكالنا لمجرد الرغبة فى تغيير الشكل فهذا حرام ومرفوض شرعا, إننا فى حاجة إلى عمل "نيولوك" روحى حتى نضفى بهاءً ونورًا وإشراقًا على مظهرنا الخارجى, وبالتالى على تعاملنا مع الآخرين.
إن التغيير الداخلى هو الذى يدوم ويكون أكثر نفعًا، لهذا ينبغى أن يكون "النيولوك" تغييرا فى نمط الحياة، وأسلوب معاملة الناس, وبهذا يعد هذا التجديد أمرًا محببًا إلى النفس، وللآخرين, ويكون مقبولا ومطلوبا, لأنه فى تلك الحالة سوف يؤدى إلى تطوير شخصية ومهارات المسلم، لهذا ففرض على كل مسلم تجديد فكره بما يجعله قادرًا على خدمة دينه وبلده, من خلال بعده عن الأنانية, وحب الآخرين، وتمنى الخير لهم.
أما فى الحياة الزوجية فإن "النيولوك" مطلوب ولابد منه حتى لاتسير العلاقة بين الزوجين على وتيرة واحدة، خاصة أن الزوج يحتاج من زوجته بعد مرور عدة سنوات من الزواج أن تغير من شكلها ولو قليلا وأن تهتم بأناقتها وشعرها وملابسها بل وفى أسلوب حديثها معه، وأسلوب معاملتها له, ولهذا يجب على الزوجة عمل "نيولوك" كل فترة لزوجها, بل يجب عليها أن تتعلم السحر حتى تتمكن من امتلاكه فلا ينظر إلى غيرها ولا يفضل السهر خارج المنزل ولا يشتهى الحديث أو الخروج مع غيرها.
إن السحر المطلوب من الزوجة ليس سحرا أو عملا سحريا تذهب لعمله عند ساحر, ولكنه سحر تقوم هى بعمله لزوجها فتغيير تسريحة شعرها سسحر, واستقبالها له عند باب الشقة وقد وضعت عطرا جذابا سحر, وإذا أعدت له عشاءا متميزا على ضوء الشموع فهذا سحر, وإن ارتدت له ملابس مثيرة فهذا سحر, وإن رقصت له وغنت فهذا سحر, باختصار على الزوجة أن حافظ على زوجها وبيتها بكل السبل, ولن أكون مخطئا إن طلبت لها أن تفعل مع زوجها ما تفعله بنات الليل, فالرجل خلقه الله تعالى محبا للتغيير والترفيه بسبب أعباء ومسئوليات الحياة التى ازدادت ضخامة فى الفترة الأخيرة, وجعلته منها يخرج من عمل إلى عمل ليوفر لأسرته "لقمة العيش", واحتياجات أبنائه من ملابس ومصروفات الدروس الخصوصية وغيرها. لهذا يحتاج الزوج دائما إلى التجديد والتغيير فى الشكل والمظهر والتعامل من جانب زوجته, أما الجوهر فأمر مفروغ منه والذى يجب أن يكون نقيا, طاهرا, ودودا, ومحبا لزوجها.
إن "النيولوك" الجديد ليس مقصورا على الزوجة فقط بل يجب على الزوج أن يبدأ فى عمل "نيولوك" لنفسه من أجل زوجته وأسرته ومجتمعه. وهذا "النيولوك" بسيط جدا ولا يحتاج إلى مصروفات أو عمليات جراحية ومستشفيات بل يكمن فى عدة أمور سهلة جدا عبارة عن إفشاء السلام والابتسام في وجه الزوجة والأولاد والجيران ومع كل من يتعامل معه, وأظهار الحفاوة والترحيب بالآخرين عند مقابلتهم, والدعاء لهم عند فراقهم, واحترام الكبير, والعطف على الصغير, وعدم رفع الصوت والصراخ فى وجه أى من أفراد الأسرة أو أى ممن يتعامل معه, وتقبل الانقادات بروح طيبة, والإعتراف بالخطأ فى حالة وقوعه, والإعتراف بفضل الآخرين, وشكر الزوجة على تعبها ومجهودها فى شئون المنزل والثناء على "طعامها", وشكر الآخرين فى حال تقديم خدمة, والتغاضى عن "سفاسف" أو هفوات وصغائر الأمور التى قد تقع من الآخرين, والتصدق على الفقراء والمساكين, والعفو والتسامح فى مواجهة من يظلمه أو يسىء الظن به, وصلة الرحم والسؤال عن أهل الزوجة والإطئمنان عليهم, والسؤال عنهم, وإغاثة المكروب, ومد يد العون لكل محتاج.
كل تلك أساليب ووسائل لسحر قلوب الناس, لسحر قلوب الزوجات, لسحر قلوب كل من يقابلك ويتعامل معك وسلبهم ألبابهم, وجعلهم يميلون إليك دائما, ولا يملون رؤيتك, ويكونون فى لهفة دائمة عليك, ويتمنون لو أنك لا تفارقهم أبدا. هذا السحر هو السحر الحلال الذى يثمنه المولى عز وجل من عبيده ويجازيهم خيرا عليه, بل وييسر لهم فعله, ويجيب لهم سحرهم, كما أن الرسول الكريم صل الله عليه وسلم شدد فى أحاديث كثيرة على هذا السحر وطالب المسلمين بعمله, وحض المسلمين على أن يكون لهم كل يوم "نيولوك" روحى, من خلال تأديتهم لفرائض دينهم, وإتباعهم هديه الكريم فى التعامل مع الآخرين ليكون المجتمع المسلم مجتمع سعادة وخير وإطمئنان.
إن السعادة والإطئمنان لن يأتى إلا من قلوب مؤمنة بربها, عابدة له, مسلمة شئونها كلها له سبحانه وتعالى, فالقلب السليم هو الذي تمكَّن منه الإيمان، وأصبح عامراً بحب الله تعالى ورسوله صل الله عليه وسلم، الذي يبتعد عن كل شهوة تخالف أمر الله ونهيه، وبه ينجو يوم القيامة كما قال سبحانه وتعالى: "يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ".
أما القلوب المريضة فهى تلك التى غزتها الشبهات والشهوات حتى شغلتها عن حب الله ورسوله، فأصبحت فاسدة، وهى قلوب تعيش لكنها مريضة، حتى إن غلب عليها مرضها صارت قلوبا ميتة, وهى قلوب لا حياة فيها، صاحبها لا يعرف ربَّه، ينقاد مع شهواته ولذاته، كأنه أعمى يتخبط في طريق الضلالة، إن أحب أو أبغض وإن أعطى أو منع فلهواه، وفيه يقول سبحانه وتعالى: "أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ".
أخيرا دعواتى لكل مسلم ومسلمة أن يصلحوا من قلوبهم مع الله سبحانه وتعالى, وأن يبدأوا  فى عمل "نيولوك" لحياتهم, أن يبدأوا تعلم السحر الروحى, الربانى, المحمدى, وأن يعلموه لأولادهم صغارا وكبارا, ليعيش أفراد المجتمع المسلم فى سعادة وهناء, بدون مشاكل, بدون تعصب, بدون خلافات, بدون مشاجرات, بدون محاكم, بدون حسد, بدون حقد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق