الخميس، 23 مارس 2017

حقيقة قصة "خولة بنت ثعلبة" مع الرسول صلى الله عليه وسلم

ردا على السيسى

 حقيقة قصة "خولة بنت ثعلبة" مع الرسول صلى الله عليه وسلم

كتب محمود خليل:

ذكر عبد الفتاح السيسى فى معرض حديثه عن معاملة الرسول صلى الله عليه وسلم للمرأة قصة خولة بنت ثعلبة, والحقيقة إنه لا حرج من ان نقص قصص الإسلام لنعتبر ونتعظ منها وتكون لنا نبراسا لنا فى حياتنا الدنيا وطريقا لحياتنا فى الآخرة, لكن أن نقص تلك القصص بشىء من السخرية أو محاولة إظهار النبى صلى الله عليه وسلم ضيقه بالمرأة المسلمة أو بمن يسأله ويستفتيه وكرر كثيرا إنه أشاح بوجهه عن المرأة أكثر من مرة, وظهر من كلامه إنه يوحى إلى أن النبى صلى الله عليه وسلم لا يعلم كيف يرد على السيدة, مع أن النبى صلى الله عليه وسلم لا يريد أن يقضى أو يفتى بشىء لم ينزل به حكم من الله تعالى, وهذا يتضح من رد الله تعالى بالقرآن على تلك السيدة, وحينما نزل الحكم الربانى نادى النبى صلى الله عليه وسلم المرأة وابلغها بحكم الله تعالى.
هل تعلمون من هى خولة بنت ثعلبة ؟
أنها المرأة التي نزلت فيها الآيات الأولى من سورة المجادلة. حيث نادت ربها: "اللهم إني أشكو إليك ما نزل فيّ" فأنزل الله تعالى قوله في سورة المجادلة:
قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ". 
هي خولة بنت ثعلبة بن أصرم بن فهد بن ثعلبة بن غنم بن عوف من ربات الفصاحة والبلاغة والجمال وصاحبة النسب الرفيع، زوجها هو أوس بن الصامت أخو عبادة بن الصامت  . وهو ممن شهدو أحد وبدرا ، وأغلب الغزوات مع رسول الله, صلى الله عليه وسلم . وأنجبت منه زوجته خولة ولدهما الربيع بن أوس.
أما القصة كما حدثت وليس كما رواها السيسى, فهى كما يلى:
راجعت خولة زوجها أوس بن الصامت بشيء ما فاختلفا في ذلك وغضب منها وقال: "أنت عليَ كظهر أمي"، فقالت له زوجته خولة والدموع تنهل من عينيها لشدة ما سمعت منه :"والله لقد تكلمت بكلام عظيم، ما أدري مبلغُهُ.." ثم خرج الزوج بعد أن قال ما قال فجلس في نادي القوم ساعة ،ثم دخل عليها يراودها عن نفسها، ولكنها امتنعت حتى تعلم حكم الله، فقالت:"كلا... والذي نفس خولة بيده، لا تخلصنَّ إلي وقد قلت ما قلت حتى يحكم الله ورسوله فينا بحكمه ...".
خرجت خولة حتى جاءت رسول الله , صلى الله عليه وسلم، فجلست بين يديه، فذكرت له ما لقيت من زوجها، وهي بذلك تريد أن تستفتيه وتجادله في الأمر، فقالت له: "يا رسول الله، إن أوساً من قد عرفت، أبو ولدي، وابن عمي، وأحب الناس إلي، وقد عرفت ما يصيبه من اللمم وعجز مقدرته، وضعف قوته، وعي لسانه، وأحق من عاد عليه أنا بشيء إن وجدته، وأحق من عاد علي بشيء إن وجده هو، وقد قال كلمة والذي أنزل عليك الكتاب ما ذكر طلاقاً قال: "أنت علي كظهر أمي".
فقال رسول الله, صلى الله عليه وسلم, ما أراكِ إلا قد حرمت عليه"، والمرأة المؤمنة تعيد الكلام وتبين لرسول الله, صلى الله عليه وسلم, ما قد يصيبها وابنها إذا افترقت عن زوجها، وفي كل مرة يقول لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما أراكِ إلا قد حرمت عليه".
وأزاحت الصحابية الجليلة المؤمنة الصابرة نفسها واتجهت نحو الكعبة المشرفة، ورفعت يديها إلى السماء وفي قلبها حزن وأسى، وفي عينيها دموع وحسرة، قائلة: "اللهم إني أشكو إليك شدة وجدي، وما شقّ علي من فراقه، اللهم أنزل على لسان نبيك ما يكون فيه فرج." تقول السيدة عائشة , رضى الله عنها, وهي تصف لنا حالة خولة:
"فلقد بكيت وبكى من كان منها ومن أهل البيت رحمةً لها ورقة عليها".

وما كادت تفرغ من دعائها حتى تغشى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان يتغشاه عند نزول الوحي، ثم سرى عنه. فقال رسول الله , صلى الله عليه وسلم, " يا خولة قد أنزل الله فيك وفي صاحبك قرأنا", ثم قرأ عليها:
 "قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ  الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ  وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ  فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ ". 
ثم بين النبي صلى الله عليه وسلم كفارة الظهار, فقال النبى صلى الله عليه وسلم, "قد أصبت وأحسنت فاذهبي فتصدقي به عنه، ثم استوصي بابن عمك خيرا", ففعلت.
ونهضت خولة  لتعود إلى زوجها، فتجده جالساً جانب الباب ينتظرها، فقال لها :
يا خولة ما وراءكِ ؟
فقالت والفرحة على وجهها :
"خيراً ...", وشرحت له ما قال لها الرسول , صلى الله عليه وسلم, لإي أمر الكفارة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق